بعد أن دخل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بهويتين مزيفتين.. بوريطة: مدريد تجعل أوروبا تدفع ثمن رعونتها

 بعد أن دخل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بهويتين مزيفتين.. بوريطة: مدريد تجعل أوروبا تدفع ثمن رعونتها
الصحيفة - وسام الناصيري (الصورة المرفقة بالمقال لم يتسن التحقق من صحتها)
الجمعة 21 ماي 2021 - 14:17

في الوقت الذي تحاول الحكومة الإسبانية إبعاد النقاش عن جوهر الأزمة الديبلوماسية مع الرباط، باختزالها في "أزمة المهاجرين نحو سبتة"، دعا وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حكومة بيدرو سانشيز بأن "تتحلى بالشفافية إزاء الرأي العام الإسباني، وأن تخبره أن السبب الحقيقي للأزمة، هو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة ".

 وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن إسبانيا تحاول استغلال ما حدث في الثغر المحتل لسبتة كـ"مطية للهروب من النقاش الحقيقي" حول الأزمة المغربية - الإسبانية المتعلقة باستقبال مدريد للمدعو إبراهيم غالي، المتابع مع ذلك، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والاغتصاب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

في هذا السياق كشفت صحيفة ELConfidencial الإسبانية في تحقيق لها، أن زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، استخدم هويتين مزيفتين بعد وصوله إلى إسبانيا، حيث دخل بإسم محمد بن بطوش عبر مطار سرقسطة، هذا في الوقت الذي حملت تقاريره الطبية إسم محمد بن عبد الله مع تواريخ ازدياد مختلفة.

وأشارت الصحيفة في تحقيق مطول أن إبراهيم غالي استخدم إسم "محمد بن بطوش" عند وصوله إلى إسبانيا في 18 أبريل الماضي، وتم تسجيله بهذا الإسم في مستشفى "سان بيدرو" بمدينة لوغرونيو شمال البلاد، حيث وُضِع على جواز سفره تاريخ ميلاد هو 19 سبتمبر 1950.

أما الهوية الثانية، التي ضمتها التقارير الطبية التي رافقت زعيم البوليساريو عندما كان يعالج بمستشفى "عين النعجة" بالجزائر العاصمة، قبل انتقاله إلى مستشفى "سان بيدرو" الإسباني، فحملت إسم محمد عبد الله، بتاريخ ميلاد مختلف هو 12 فبراير 1950، مَا جعل المدعي العام الإسباني يطلب أكثر من مرة التدقيق في حقيقة وجود زعيم جبهة البوليساريو في مستشفى "سان بيدرو" من أجل توجيه استدعاء حضوره أمام الهيئة القضائية للاستماع إليه في دعاوى تتهمه بـ"التعذيب والإبادة الجماعية والاغتصاب" رفعها عليه منشقون عن الجبهة الإنفصالية.

وعلى خلاف ما حاول المسؤولون الإسبان تجاوزه بمن فيهم وزيرة الخارجية، أرانتشا غونزاليس لايا، التي عَمَدت التركيز على "الأسباب الإنسانية" لدخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا من أجل العلاج، دون أن تتوقف طويلا عن مبررات قبول بلادها العضو في الاتحاد الأوربي السماح بدخول شخص بهوية مزورة متابع بتهم جنائية ثقيلة أمام القضاء، والتستر عليه - على خلاف ذلك - بدأت أحزاب المعارضة، وحتى جزء من الإعلام الإسباني والدولي يسلط الضوء على الدخول "المتخفي" بهوية مزورة لزعيم البوليساريو إلى إسبانيا ومبررات ذلك كما هو حال تحقيق صحيفة ELConfidencial الإسبانية التي أماطت اللثام على الإسمين المزيفين الذي استعملهما زعيم البوليساريو للدخول عبر مطار سرقسطة الإسباني، وكشفه من طرف المخابرات المغربية التي سربت الخبر إلى مجلة jeune Afrique الفرنسية، الخبر.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لحكومة بيدر سانشير تحوير الاهتمام حول مبررات قبول إسبانيا دخول زعيم البوليساريو بهوية مزورة، غير أن المعارضة داخل البرلمان وجهت الكثير من النقد إلى هذا الفعل الغير مبرر بالنسبة لها، كما بدأت الصحافة الإسبانية تسلط الضوء على "الخطأ القانوني" الذي اتركبته حكومة بلادها بقبولها عرض إدخال زعيم الجبهة الإنفصالية إلى إسبانيا والتستر عليه خوفا من متابعته قضائيا، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية في تصريحاتها حينما أكد أن "المغرب لا يقبل بازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد".

وقبل أزمة "المهاجرين نحو سبتة"، كان الإعلام الإسباني مهتما بشؤونه الداخلية، قبل أن يخصص أهم أخباره طيلة اليومين الماضيين لتغطية الأزمة السياسية بين الرباط ومدريد، اثر دخول آلاف المهاجرين إلى مدينة سبتة، وما رافق ذلك من توتر غير مسبوق بين إسبانيا والمغرب انعكس على الداخل الإسباني بين الحكومة والمعارضة، حيث بدأت بوادر أزمة سياسية حقيقية تلوح في الأفق، مع توالي تسليط الضوء على تفاصيل حاولت حكومة بيدرو سانشيز "التعتيم عليها" تخص السماح بدخول زعيم البوليساريو بجواز سفر مزور لدولة ذات سيادة.

وبدأ السياسون كما الصحافة في إسبانيا يطرحون أسئلة من قبيل: كيف لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي بمعاييره الأمنية والأخلاقية أن تقبل بدخول زعيم انفصالي بجواز سفر مزور وإسم مستعار؟ وما هي الغاية من إخفاء دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا؟ وهل حاولت الحكومة بيدرو سانشيز التستر على المتابعة القضائية التي قد تطال زعيم جبهة البوليساريو؟ وما موقف الاتحاد الأوروبي من هذا التزوير في الهويات بعلم دولة عضو داخله؟

كلها أسئلة محرجة وجدت الحكومة الإسبانية نفسها أمامها بدون أجوبة غير التركيز على "الجانب الإنساني" للحديث عن قبولها دخول إبراهيم الغالي إلى البلاد، وهو ما اعتبره وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة "رعونة" من طرف إسبانيا حينما أكد في تصريحات صحافية أمس الخميس بـ" أن إسبانيا تجعل أوروبا تدفع ثمن رعونتها ويجب أن تشرح لأوروبا كيف تسمح دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بدخول أشخاص يحملون هويات مزيفة إلى الأراضي الأوروبية".

وأضاف أنه يتعين على مدريد أن تشرح أيضا لنظرائها الأوروبيين كيف يمكنها إيواء شخص فوق التراب الأوروبي متابع بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واغتصاب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وكيف أن امرأة تعرضت للاغتصاب، تطالب بحقها، يجب أن تنتظر حتى يقوم وزيرا الخارجية الاسباني والجزائري بالتنسيق. في إشارة لرفض إبراهيم غالي استلام الدعوة القضائية التي وصلته قبل أن يتواصل مع السفارة الجزائرية في مدريد.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...